فصل: المحور الأول: إسرائيل تستعد للحرب:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: قراءة في فكر علماء الإستراتيجية (نسخة منقحة)



.ثالثاً: ورقة الأصوليين والجماعات الإسلامية:

تلعب إسرائيل هذه الورقة لتحقيق هدفين:
أولهما: ضرب الحكومة المصرية في الشعب ذي الغالبية المسلمة.
ثانيهما: ضرب الأقباط مع المسلمين، وضرب المسلمين مع الأقباط، والواقع أن الخطر الأصولي يبالغ كثيراً في تحديد حجمه، فهو لا يلقى أي مساندة خارجية على عكس الأقباط، كما أن الجماعات المتطرفة هي حركات طفيلية وبعضها قد تحركه جهات خارجية، ولهذا فهو مصدر للقلاقل ولكن ليس له إمكانية لتغيير النظام القائم والحلول مكانه، وأما الحركات ذات الخبرة الكبيرة كالإخوان المسلمين، فإنها تعلم من خلال تجاربها الماضية أن تهديدها للنظام المصري القائم في ظل المستجدات الحديثة سيؤدي إلى كارثة تلحق بها كحركة، وبمصر كدولة عربية مسلمة.

.رابعاً: التوقعات المستقبلية في مصر:

محاولة إسقاط النظام المصري، وهناك العديد من المؤشرات منها ما يلي:
أ- الفجوة الكبيرة بين الشعب والحكومة، لعوامل كثيرة ومتعددة (1قتصادية واجتماعية ودينية وسياسية).
ب- الفجوة الكبيرة بين الحكومة والمعارضة.
جـ- الفجوة الكبيرة بين المسلمين والأقباط، والسعي لازديادها عن طريق الصهيونية المسيحية العالمية وإسرائيل.
د- الفجوة الكبيرة بين المسلمين المتدينين والعلمانيين المسلمين والسعي لإشعالها، ومحاولة وضعهم في صف مع الأقباط.
هـ- التدهور الاقتصادي الرهيب في مصر، والسياسات المالية التي تزيد من تذمر الشعب، مثل رفع أسعار البنزين والكهرباء وتوقيع المزيد من هذه الضرائب غير المباشرة.
و- الحملات الصحفية المكثفة التي تشكو من تفجر الأوضاع الداخلية في مصر، وتحذر من الأنظمة الجديدة التي تطبقها الحكومة المصرية، مثل مكافحة الإرهاب، ومثل أسلوب الجهات الأمنية في تعذيب الكثير من المتهمين.
ز- الحملات الإعلامية في الإعلام الغربي (وبعض وسائل الإعلام الغربية الصادرة في فرنسا وبريطانيا) والتي تروج لاضطهاد الحكومة المصرية للأقباط.
ب- تدهور العلاقات المصرية مع جيرانها، وبصفة خاصة السودان وليبيا.

.خامساً: السيناريو المتوقع لمصر:

1- افتعال حادثة كبيرة، بموجبها تندلع الفتنة بين الأقباط والمسلمين، ويكون لإسرائيل الدور الكبير في إشعالها، عن طريق القيام بمذابح ضد مجموعة من الأقباط أو العكس، فيستمر العنف ويزداد نتيجة رد فعل المواطنين من الجانبين، وتستمر شبكات التجسس الإسرائيلية في إشعال الفتيل، وحرق المساجد والكنائس، وتدمير المكتبات والمناطق ذات الأهمية التاريخية التي هي مصدر اعتزاز المصريين.
2- توجه الكنيسة في مصر نداء لطلب التدخل لحماية الأقباط من المذابح.
3- تتخذ الأمم المتحدة قراراً في مجلس الأمن تحت نفوذ رئيسها، وتشكل قوات دولية إيطالية وفرنسية وألمانية وربما أمريكية لمكافحة الإرهابيين في مصر.
4- يتم تحصين الأقباط ونقلهم إلى مناطق آمنة، في الوقت الذي يفر الآلاف من المسلمين من مناطق الأقباط خوفاً من الانتقام.
5- يتبلور في الأشهر التالية لبداية الحرب الأهلية نموذج مصري جديد على غرار نموذج لبنان والبوسنة، فيما يتعلق بدعم التيار القبطي من العالم، وحين تواجه الأغلبية المسلمة الحصار والتجويع والإبادة، وتُدَمّر خلال هذه الأحداث المصانع والمحلات التجارية والفنادق والكباري والمراكز الثقافية والترفيهية.

.سادساً: موقف الجيش المصري من الحرب الأهلية:

أ- إن المتابع لأحداث أثيوبيا والصومال، يدرك أن أحد أهداف تفتيت أثيوبيا والصومال هو السيطرة الإسرائيلية على البلدين، وتدمير جيشيهما، ولا سيما الجيش الصومالي الذي مولته الدول الغربية، ولا سيما الولايات المتحدة لمواجهة المد الشيوعي في القرن الإفريقي، ولا شك أن الدور الذي قام به هيرمان كوهين الأمريكي الذي شغل مركز وكيل وزارة الخارجية الإفريقية وبطرس غالى الذي كان في تلك الفترة وزير الدولة المصرية للشئون الخارجية، وبصفة خاصة المسؤول عن الشؤون الإفريقية وهو تفتيت البلدين وتدمير الحبشة والصومال، وكلاهما يشكل فيهما المسلمون الأغلبية، فباستثناء القيادات العليا في المراكز القيادية في أثيوبيا فإن أغلبية الجنود من المسلمين.
ب- من المحتمل تدخل قوات أجنبية إسرائيلية وغيرها لضرب الأهداف العسكرية والجيش المصري في مصر، على غرار حرب 67، مع محاولة السيطرة على بعض القواعد العسكرية من قبل القوات القبطية والمساندة لها.
ج- إن من المتوقع أن تفجر عن طريق الأعمال التخريبية التي يقوم بها عملاء إسرائيل العديد من مستودعات الأسلحة في مصر، كما أن مئات الآلاف من الجنود سيواجهون حصاراً شديداً سيؤدى إلى تجويعهم مع بقية الشعب المصري على غرار ما هو حاصل الآن في البوسنة والهرسك والصومال وأثيوبيا.
د- إن إسرائيل ستتحرك في بداية الأحداث نحو سيناء، ثم تدخل لتحتل الإسماعيلية (لأهميتها لأمن إسرائيل المائي، وتنفيذ مشروع بتأمين الماء) وتحتل السويس بحجة تأمين المياه الإقليمية الدولية.
هـ- سينقسم الجيش المصري على نفسه مع مرور الزمن، وسيهرب الكثير من الجنود ومنهم من سيتم تجنيده عن طريق العصابات، ومنهم من سيشكل ميليشيات تحت إشراف أجهزة أجنبية ومنهم من سينضم إلى تنظيمات شعبية ودينية وقومية.
مصر في التوراة:
إن سيناريو ما يحدث في مصر كتبه اليهود في التوراة منذ ألاف السنين، ويمكن أن تنظر إلى ما يأمل الإسرائيليون في أن يكون عليه سيناريو الحرب الأهلية في مصر: ورد في التوراة في الإصحاح 19/3- 17 من سفر أشعياء النبي النبوءة التالية (أهيج مصريين على مصريين فيحارب كل واحد أخاه، وكل واحد صاحبه، مدينة مدينة، ومملكة مملكة، وتهراق روح مصر داخلها، وتضيع مشورتها فيسأل كل واحد العارفين والتوابع والجن، وأغلق على المصريين في يد حاكم قاسى فيتسلط عليهم، ويجف الحياة من البحر ويجف النهر وتنتن الأنهار، وتضعف السواقي ويتلف الزرع وتجف الرياض والحقول.. والصيادون لا يجدون صيداً وكل من يلقى بشص إلى النيل ينوح، ويكتب كل عامل بالأجرة، أين ذهبت حكمة فرعون، وماذا قضى رب الجنود على مصر، لقد ألقى الرب عليها روحاً شريرة أوقعت مصر في ضلال وأضلت أبناءها، فإذا هم يترنحون كالسكران في قيئه فلا يكون لمصر عمل. في ذلك اليوم تكون مصر كالنساء، ترتعد وترتجف من رب الجنود وهو يهزها... ) ولكن {واللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ ولَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}. [يوسف: 21].
ملحوظة: هذه الآية ما زالت منقوشة على جدران المساجد في الأندلس!!

.سابعاً: الحل النهائي لمشكلة مصر:

يرى اليهود أن تدمير مصر بثقلها السكاني هو الحل النهائي لأي مواجهة عسكرية مستقبلية مع مصر، إذ إن اليهود يدركون أن انتهاكهم لاتفاقية كامب ديفيد وتدميرهم للمسجد الأقصى، لا بد وأن يدفع بالمصريين لخوض حرب أخرى ضد إسرائيل إن عاجلاً أو آجلاً، ولا ينسى اليهود أن العدو التقليدي له في مواجهتهم العسكرية في الأعوام 1956، 1967، 1973 هي مصر العربية المسلمة، ويبدو أن حصار ليبيا وما يخطط لها، وعزل السودان عن بقية العالم العربي، والسعي لاستمرار العلاقات السيئة بين السودان والمملكة العربية السعودية، والسودان ومصر إنما هي إطار ما يُخطط لمصر والعالم العربي بأكمله انتهى كلام محمد عبد المعطى.

.تعقيب:

هذا هو المقال الذي نُشر نَصّاً في مجلة عرب تايمز والذي راح ضحيته كاتب هذا المقال لأنه أراد أن ينبه الأمة إلى الأخطار المحدقة بالأمة، وما يدبره أعداء الإسلام للأمة الإسلامية، بل إن رئيس التحرير الذي نشر في عهده هذا المقال قد أقيل من منصبه، وهذا المقال يعتبر تنبيهاً لأخطار محدقة وقى الله مصر والعالم الإسلامي شرها.
يقول رب العالمين: {ويَمْكُرُونَ ويَمْكُرُ اللَّهُ واللَّهُ خَيْرُ المَاكِرِينَ}. [الأنفال: 30].
ولكن في نفس الوقت يقول رب العالمين: {وكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ ولِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ المُجْرِمِينَ}. [الأنعام: 55]. ويقول سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ}. [النساء: 71].

.المبحث الثالث: قراءة في فكر الأستاذ سعد الدين وهبه:

وهو عبارة عن ثلاثة محاور:

.المحور الأول: إسرائيل تستعد للحرب:

من خلال كتاب السلام المستحيل للأستاذ سعد الدين وهبه كانت عدة عناوين رئيسية منها:
- مازال العرب على يقين كامل بالغدر الإسرائيلي.
- هل يتصور الأمريكان أن الشعوب العربية كم مهمل يجوز التلاعب به؟
- الحاجز النفسي سقط فقط عن الذين يتحدثون عن ذلك.
- رابين عندما تحدث عن حرب شاملة كان يعنى ما يقول.. ففي يده آلة حرب قادرة على الإحاطة بكل دول الشرق الأوسط.
تحت هذه العناوين كتب الأستاذ/ سعد الدين وهبه فقال انكشف الخداع عند أول منعطف وظهرت إسرائيل على حقيقتها، وسقطت عنها ورقة التوت، لتبدو عجوزاً شائهة مازالت تعيش في أحلام هرتزل وبن جوريون، وموسى شارتوك، وغيرهم من غلاة الصهاينة، وما زال منطق القوة هو الذي يحكم الفكر الإسرائيلي، وما زالت الثقافة الإسرائيلية تقوم على العنف، وما زال اليقين عند القادة الإسرائيليين أن العرب لا يعاملون إلا معاملة التابع الذليل، الذي لا يملك لأوامر سيده اعتراضاً، أو حتى ليس من حقه المناقشة، بل ليس من حقه أن يتألم إذا أصابته مصيبة، هذه هي عقلية الإسرائيليين والتي بدت واضحة في الأيام الأخيرة.
لقد ظلت الأقلام تدعونا كل يوم إلى جنة إسرائيل، وتدعو رجال الأعمال ليقيموا المشروعات، وتدعو رجال الثقافة لينهلوا من ثقافة قديمة متميزة، وتدعو رجال التكنولوجيا ليغترفوا من إسرائيل ما تحتاج مصر، وشملت الدعوى الأشقاء والأخوة في البلاد العربية، واستجاب عدد ضئيل؟ لأن العرب مازال في أعماقهم يقين بالغدر الإسرائيلي، والذي يقول ويقال عن سقوط الحاجز النفسي، يعنى سقوط هذا الحاجز عند الذين يقولون به فقط وليس عند الشعب المصري، أو غيره من الشعوب العربية. إن الذي كان يفاخر بأنه كان يكره إسرائيل ثم تحولت الكراهية إلى حب، وغدا تتحول إلى عشق وهيام، لم يقل لنا: ماذا فعلت إسرائيل لكي تحصل على قلب الكاتب الكبير، الذي يحتل جزءاً كبيراً آخر منه عرفات؟ ما الذي قامت به إسرائيل حتى (يذوب) العرب فيها عشقا وهياما؟ هل مجرد التوقيع على معاهدة (أوسلو) مبرر لذلك؟ وماذا حدث لأوسلو؟! ألم يشاهد بيوتا عاشت في هذا المكان منذ آدم؟! ألم يسمع مبررات هذا القمع- وهو يرى الدماء الفلسطينية تسيل، إن قرار إيقاف بناء المستوطنات لا يشمل إيقاف توسيع المستوطنات القائمة. هل هذا المنطق هو المبرر الموضوعي لقتل الفلسطينيين، وهى تفعل ذلك بهم أمام عدسات التليفزيون، ليست محاولة لاستنهاض العالم ضد هذه المجازر، ولكنها فرصة مجانية للذين يريدون الشماتة بالصوت والصورة، وهو إثبات للولايات المتحدة أن أموالها لا تذهب سدى، وأن قتل العرب مستمر، وأن هدم بيوتهم مستمرا. هل تحطيم قرى كاملة في جنوب لبنان يمكن أن يحيل كراهية إسرائيل حبا؟.. وهل.. وهل، ثم تأتى القشة التي قسمت ظهر البعير.. والقشة هذه المرة هي معاهدة حظر الأسلحة النووية والتوقيع عليها. لقد ظهرت هذه الاتفاقية في عام 1968 ووقعتها مصر في تاريخ فتح الاتفاقية، ساعة فتح الباب للتوقيع ولم تتوقف ولا التفتت لطابور الذين سوف يوقعون بعدها.
وقد تم التصديق على الاتفاقية في مصر في 26 فبراير عام 1981 ووضعت الاتفاقية بالتوقيعات التي وقعتها الدول وديعة لدى الدول الكبرى، أمريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا. ثم حان موعد تجديد الاتفاقية والتوقيع عليها من جديد، وهنا بدأت الولايات المتحدة تستعد لقيام الدول بالتوقيع، وكان لابد أن تجرى الاتصالات بالدول كي تذكرها بموعد التوقيع وتحصل على موافقتها على ذلك.
ولنعد للتوقيع الأول، ولنسأل لماذا وقعت مصر، ولم توقع إسرائيل؟ وأتصور اجتهادا أن الأمر لا يخرج عن أن مصر وقعت في أول يوم تحدد للتوقيع، وربما لم يدر في فكرها أن إسرائيل لن توقع عندما يأتي دورها، وعندما جاء دور إسرائيل لم توقع. في عام 1968 لم تكن إسرائيل قد أقامت مفاعلها الهيدروجيني، ولم يكن أحد يتصور في العالم العربي أنها ستستطيع ذلك في مدة معقولة؟ ولذلك لم يصدق العرب كعادتهم أن عدوتهم الأولى سوف تنجح في إعداد هذا السلاح النووي الجبار، هكذا أصبحت إسرائيل تملك القوة الذرية الوحيدة في المنطقة، ولابد أن نذكر هنا تدمير إسرائيل للمفاعل الذري العراقي على يد بيجين، ويوم اجتماعه بالسادات في الإسماعيلية، ولا ننسى أيضا اغتيال الدكتور المصري المشد المختص بالذرة والذي كان معاراً للعراق في فندق بباريس.
الموقف الآن إسرائيل تملك سلاحا ذريا، وتملك بجوار هذا السلاح الذرى القوة العسكرية التالية وهى مذكورة صراحة في كتاب (الميزان العسكري العالمي عام 1994- 1995) الصادر عن المعهد العالمي للدراسات الإستراتيجية، والصادر في لندن منذ أشهر/ والذي أشار صراحة إلى امتلاك إسرائيل لي 100 رأس نووي وإن كانت مصادر أخرى تقول: إن عدد الرؤوس النووية التي تملكها إسرائيل يصل إلى 200 رأس.
يقول تقرير المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية: إن إسرائيل تملك غير الرؤوس النووية 172 ألفا من القوات النظامية و430 ألفا من الاحتياطي.
القوات الإسرائيلية تملك 100 رأس نووي مركبة على صواريخ أريحا واحد، ومداها يصل إلى 500 كيلو متر، وأريحا 2، ومداها 1500 كيلو متر.
وتملك إسرائيل من القوات البرية ثلاث فرق أقاليم، وثلاث فصائل قيادة، وثلاث فرق مدرعة ميكانيكية، وأربع فرق ميكانيكيا ومظلات، وفرقة صواريخ لانس برؤوس نووية، وتسع فرق احتياطية تكتيكية ومدرعة، وفرقة احتياطية لأقاليم وأربعة ألوية مدفعية.
ومن الدبابات 3895 دبابة من طراز سنتريون وإم ز 6 اى، أو إم 60 أي 3، وتى 62 وميركافا، المدفعية المقطورة 600، وتشمل كافة الأعيرة من 120 ملليمترا إلى 150 ملليمترا إلى 203 ملليمترا.
وفى البحرية حيفا واشدود وإيلات، الغواصات 3 من طراز فيكرز البريطانية مجهزة بطرابيد إم كي 37، وصواريخ هاربون، فرقة واحدة من طراز كورفيت، زوارق صواريخ 19 من أنواع فرنسية وبريطانية وإسرائيلية، القوات الجوية 32 ألف مجند من الجنود النظاميين، المقاتلات 13 سربا، مؤلفة من 400 طائرة من أنواع إف 15 وإف 16 فالكون، وفانتوم 4 أي، وفانتوم 2000، غير طائرات الهليكوبتر المسلحة من أنواع عديدة، وعلى رأسها الكوبرا، طائرات الهليكوبتر للنقل، أنواع عديدة وعلى رأسها فيل 206.
هذا هو الإحصاء الذي أعده معهد الدراسات الإستراتيجية، والذي أصدره في كتابه السنوي، ويتضح من هذه الكمية من السلاح حقائق هامة:
أولها: أن كلينتون كان صادقا مع إسرائيل ومع نفسه، عندما وعدها دائما بالتفوق العسكري على الدول العربية مجتمعة.
والثاني: أن رابين عندما تحدث عن حرب شاملة فإنه كان يعنى ما يقول، ويعرف أنه لا يتحدث من فراغ، ولا يتحدث لإثارة الخوف والرعب، ولكنه يتحدث وفي يده آلة الحرب القادرة على الإحاطة بكل دول الشرق الأوسط، لا الدولة المجاورة فقط.
وهنا نسأل: ولماذا كان التفاوض السري والعلني، والتوقيع والاحتفالات والمهرجانات، هل مجرد إلهاء الشعوب العربية وهى ما زالت في رأيهم مجموعة من الأطفال يمكن إلهاؤهم عن أصعب الأمور بأن تلقى أمامهم ببعض الألعاب يلعبون بها؟
إن إسرائيل تنكر حتى هذه اللحظة أنها تملك سلاحاً نوويا، وإن كانت لديها حاسة الشم قوية، وحسّها لا يخيب، فهي تستطيع فعلا أن تشم أن إيران تعد لسلاح نووي، وأنها تحس أو تخمن، ولكن تخمينها لا يقع على الأرض، إن إيران في طريقها قريبا لأن يكون في يدها سلاح نووي، ومن هنا كيف توقع إسرائيل اتفاقية حظر السلاح النووي، وكيف تفكر في التخلص مما تملك من سلاح نووي وإيران القريبة منها تملك السلاح.
إن إسرائيل ترى أنه بعد أن يتحقق السلام الشامل والكامل مع العرب، وبشروطها هي طبعا، وعندما تتأكد من أن إيران لا تملك هذا السلاح عندئذ فقط توقع تلك المعاهدة.
الغريب أن الولايات المتحدة الأمريكية تقتنع بهذا المنطق، وتعطى لإسرائيل الحق في أن تحمى نفسها من إيران، والولايات المتحدة أول من يعرف، أن قنبلة إيران خدعة مكشوفة، وأن حالة إيران المالية لا تسمح لها أن تقيم منشآت ذرية، وتنفق عليها المليارات التي تتطلبها. أمريكا تعرف ذلك وإسرائيل بالطبع تعرف ذلك. وليست حكاية إيران إلا قصة خرافية، ألفتها إسرائيل وتساندها الولايات المتحدة، كي تكون هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تملك السلاح النووي وتهدد به، ويكون لها القيادة تحت وباء الخوف الذي لابد أن يجتاح المنطقة العربية.
هل هذا هو السلام الذي تسعى إليه إسرائيل وصنيعتها الولايات المتحدة الأمريكية؟.. سلام القوة. سلام الإرهاب... سلام الردع، هل يتصور الأمريكان أن الشعوب العربية كم مهمل يمكن التلاعب بمستقبله كما يريدون؟ هل خرج الشعب العربي من معركة إسرائيل وسلاحها النووي، إن المشكلة أولا وأخيرا تعود لهذا الشعب، وهو الذي لن يسمح لها بأن تلعب بمقدراته، إن أبواب السلام مفتوحة أمام إسرائيل، ولكننا نشك حتى الآن في رغبتها في السلام، إنها تريد سلام المتخاذلين، سلام المغلوبين على أمرهم، سلام المقهورين والمهزومين.. وهذا لن يكون ولو جعلت من رؤوسها النووية ألفا لا مائة، وإن قضت سنوات دون أن توقع اتفاقية حظر الأسلحة النووية، وإذا صرخ قادة إسرائيل: الحرب- كما فعل رابين من قبل- وإذا داس بقدميه اتفاقيات السلام فهذا شأنه، والشعب العربي لن يكون ألعوبة في يد عتاة الصهيونيين من أمثال رابين وكلينتون؟
انتهى مقال الأستاذ سعد الدين وهبه (رحمه الله).